هل تمسك العرب "بالشعر" يزيدهم تقدما أم تخلفا ؟



إذا أخذنا أن الشعر أصلح إلى تقدم الأمة العربية وعدم أخذها به يجعلها أكثر تخلفا عما هي عليه اليوم ، وبدون شعر لايكون لها تاريخ ولا حضارة في ما مضى ، ويقال ديوان العرب شعرها ولابد أن نكون شاكرين لشعرائنا ، من عهد المعلقات ومرؤ القيس مرورا بالمتنبي وبشار وصولا إلى درويش ونزار وشوقي وغيرهم لأنه كان لهم الفضل في جعل بعض قصائدهم مخطوطا تارخيا يحفظ أحداث العرب وحروبهم في فترة معينة من جهة وفي التعبير عن حال العربي في أزمانهم .
- إذا سلمنا بهذا الطرح الذي يمجده عدد معتبر من الأمة العربية ممن ينتصر للشعر على حساب العلم ، فإننا نصطدم مع ماهو في الواقع ، فكيف لنا أن نحكم على أن حضارتنا العربية صنعها الشعراء وفقط نافين فضل علماء عرب أمثال إبن الهيثم "القمرة" وإبن سينا "الطب" والخوارزمي وغيرهم ، من الذين تركوا بصمتهم في الواقع وفي ما نستعمله في حياتنا اليومية حيث أصبحنا نحفظ ذكرياتنا بمبدأ الكاميرا للهيثم وليس بشعر المتنبي ، ونعالج أمراضنا بماجاء به إبن سينا وليس بما جاء به أمرؤ القيس ، وفي عصرنا هذا قد إعترف الغربيون أنهم أخذوا عن أسلافنا أغلب العلوم وواصلوا ما توقفنا عنه نحن .
وفي الأخير صحيح أن الأمة العربية في حاجة دائمة إلى ماضيها ولكن لايمكن أن تتقدم به إلى الأمام خطوة واحدة .
- ولكن لن ينتهي هذا الإشكال بعد فيمكننا أن نطرح هذا السؤال :
أيهما أنفع للبشرية شعر المتنبي أم صنع إبن سينا للحقنة ؟ هل نفع أمرؤ القيس مثلما نفع توماس إديسون بالكهرباء ؟
Blogger تعليقات
Disqus تعليقات
اختر نظام التعليقات الذي تفضله

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوضة مُثَقَّفُونْ © 2016