إسحاق أسيموف, مؤلف أمريكي الجنسية، روسي المولد ذو أصول يهودية . من أكثر الكتاب غزارة في الكتابة، له أكثر من 500 كتاب، إضافة لحوالي 90 ألف رسالة. اشتهر بكتاباته في روايات الخيال العلمي، و تركت مؤلفاته أثرا كبيرا في سينما الخيال العلمي. كما وله كتابات و دراسات في الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات.
مقتبسات
-"ينبغي أن نخضع جميعا للعلاج والاستشفاء ونحن في عام 2014".
-“الأشخاص سوف يستمرون بالانسحاب من الطبيعة، لخلق بيئة من شأنها أن تناسبهم بشكل أفضل”. وفي ذلك إشارة إلى ظهور العوالم الإفتراضية التي انتشرت مع إنتشار الإنترنت بشكل عام والشبكات الاجتماعية والألعاب الإلكترونية بشكل خاص.
تنبؤاته المستقبلية
أقيم معرض عالمي عام 1964 في حديقة في مدينة كوينز بولاية نيويورك وعلى الرغم من أن موضوع المعرض الرئيسي كان عن "السلام من خلال التفاهم"، إلا أننا نتذكره اليوم بسبب رؤيته للمستقبل في المقام الأول والتي قدمها إسحاق أسيموف عام 1964 :
نظرة على العالم عام 2014 كما تنبأ بها إسحاق أسيموف عام 1964 :
1: "ستصبح الاتصالات مسموعة ومرئية وسيمكنك رؤية وسماع الشخص الذي تتحدث معه عبر الهاتف"
في هذا المعرض حصلت أول مكالمة فيديو بين مكانين مختلفتين 20 أبريل/نيسان عام 1964 وذلك باستخدام التكنولوجيا التي طورتها أنظمة بيل (مختبرات بيل في وقت لاحق)، والتي قد تكون أحد الأسباب التي دفعت أسيموف لتلك التنبؤات.
ومع ذلك، كان أسيموف سيفاجأ بالطبع بالتكلفة المنخفضة لمنتجات مثل سكايب و"فيس تايم" التابع لشركة أبل : في عام 1964 وصلت تكلفة مكالمة هاتفية بالفيديو لمدة ثلاث دقائق من العاصمة واشنطن إلى نيويورك 16 دولارا (9 جنيهات استرلينية) ، نحو 118 دولارا اليوم".
هذا، وتوقع أسيموف انتشار الأجهزة المحمولة المعتمدة على البطاريات كمصدر رئيسي للطاقة، حيث قال “في عام 2014 لن يكون للأجهزة الحبال الكهربائية لانها سوف تكون مدعومة من قبل بطاريات طويلة الأمد”.
2: سيكون من الممكن "الاتصال الهاتفي المباشر بأي بقعة على وجه الأرض، بما في ذلك محطات الأرصاد الجوية في القارة القطبية الجنوبية"
قد نكون في عام 2014، ولكن طيور البطريق في القطب الجنوبي لم تعرف كيفية الرد على المكالمات بعد ولكن يمكنك فعلا الإتصال بالقارة القطبية الجنوبية، كل ما يتعين عليك القيام به هو الاتصال الهاتفي برمز البلد 672 (بالنسبة لبعض الأجزاء ويستخدم آخرون رمز نيوزيلندا+64).
3: "الروبوتات لن تكون شائعة أو جيدة عام 2014 ولكنها ستكون موجودة"
فني يجمع الدمى في المعرض العالمي عام 1964
ينسب لأسيموف إدخاله كلمة الروبوتات إلى اللغة الإنجليزية، ولذا لم يكن غريبا أن يكون محقا في تنبؤه. وكان أسيموف على وشك تحديد ما أصبح عنصرا حاسما من عناصر الحياة الحديثة: "أجهزة الكمبيوتر الصغيرة"، المعروفة أيضا باسم الهواتف الذكية، والذي كان يعتقد أنها ستكون بمثابة "عقل" الروبوتات.
4: "أما بالنسبة للتليفزيون، فستحل شاشات الجدار محل الأجهزة العادية، ولكن ستظهر مكعبات شفافة يمكن من خلالها العرض ثلاثي الأبعاد
فعلا حلت أجهزة التليفزيون ذات الشاشة المسطحة محل أجهزة التليفزيون العادية، وأصبحت تكنولوجيا التليفزيون ثلاثية الأبعاد – على الرغم من أنها لم تكن في شكل مكعب – تحتل مكانة كبيرة في تجارة الإلكترونيات الآن.
ولكنها لم تلق رواجا، إذ قالت هيئة الاذاعة البريطانية في يوليو/تموز إنها ستعلق برامجها ثلاثية الأبعاد بسبب "عدم وجود رغبة من جانب الجمهور".
5: "سيتم استحداث أدوات للمطبخ تعد الوجبات بصورة آلية وتسخن المياه وتحولها إلى قهوة"
وأضاف المؤلف الأمريكي “ستتواصل المبتكرات لتخلص البشرية من الوظائف المملة، فسوف يضم المطبخ الأدوات التي تقوم بإعداد الوجبات بشكل سريع وتلقائي وفي ساعة يتم تحديدها مسبقاً”. اليوم تتواجد ماكينات القهوة الآلية بالفعل.
وكانت تنبؤات أسيموف بأن منتجات الخميرة المصنعة والطحالب ستكون متاحة بمجموعة متنوعة من النكهات قد تحققت إلى حد ما على أرض الواقع العام الماضي عندما كشف علماء النقاب عن أول برغر تم تصنيعه في المختبر.
6: "سيكون هناك محطة أو محطتين لتوليد الطاقة بالانصهار"
يرى البعض أن الانصهار – الذي يعتمد أساسا على تسخير الطاقة داخل النجوم – هو طاقة المستقبل. وهذا ليس بعيد المنال، إذ أن هناك جهودا متعددة الجنسيات بتكلفة تصل إلى 22 مليار دولار لبناء وتشغيل مفاعل بحلول عام 2028 في جنوب فرنسا.
ولكن توقعات أسيموف بشأن وجود محطات كبيرة للطاقة الشمسية في الصحراء والمناطق شبه الصحراوية مثل أريزونا وصحراء النقب، كانت دقيقة.
7: "سيتم بذل جهد كبير في تصميم سيارات مزودة بـ 'عقول روبوت"
بدأ الذكاء الاصطناعي يدخل السيارات بشكل كبيرة لأداء بعض المهام باستخدام المستشعرات، حيث أصبحت بعض السيارات تقدم وظائف مثل الركن والحفاظ على السرعة والمسافات بين السيارات القريبة دون تدخل السائق.
و كشفت غوغل عن سيارة يتم التحكم فيها ذاتيا من خلال الكمبيوتر لا تزال تنبؤات أسيمفوف فيما يتعلق بوسائل النقل الأخرى من قبيل الأحلام. ولم يتم التوصل إلى رقائق الماء، التي "تمر بسرعة فوق الماء مع حد أدنى من الاحتكاك" والتي أذهلت زوار المعرض العالمي عام 1964، كما لم تتحقق تنبؤاته الأخرى الخاصة بالنفاثات والحوامات.
8: "لن يستمتع جميع سكان العالم بالمبتكرات التي سيشهدها العالم في المستقبل، حيث سيحرم جزء أكبر من السكان مقارنة باليوم، على الرغم من أنهم قد يكونوا أفضل حالا من الناحية المادية مما هو عليه اليوم"
كانت توقعات أسيموف مذهلة في هذا الشأن. ويمكن أن نسرد مقالا كاملا عن مخاوفه بشأن النمو السكاني وتحديد النسل.
ولكن ربما تكون أهم تنبؤاته هي أنه على الرغم من أن التكنولوجيا، سواء آنذاك أو الآن، لديها القدرة على تحويل مسار الحياة، إلا أنها تنطوي على جوانب سلبية، بدلا من المساعدة في هدف "السلام من خلال التفاهم".
عن إسحاق أسيموف
قام إسحاق أسيموف بكتابة عدد هائل جدًا من الكتب، ويعتبر أكثر الأدباء غزارة في الكتابة. البعض يشير اليه بأنه أحد الحالات النادرة من الكتّاب. إذ كان ينشر له كتاب كل شهر ونصف تقريبًا إعترف في أغلب مقدمات كتبه بأنه يكتب بسرعة ولا يعتقد بأنها ميزة ولكن كان يشبه الكتابة كالهواء للإنسان؛ أن لم يكتب، سوف يموت.
له حوالي الـ500 كتاب بين الخيال العلمي، العلوم، الرياضيات، الفيزياء وغيره. كما قام بكتابة آلاف المقالات في عدد من المجلات العلمية الأمريكية لمدة تتجاوز 15 سنة متواصلة.